الصفحات

الأحد، 4 سبتمبر 2011

رسائلي إليه [ 10 ] ..!!!!!



Pray, and let God worry
Martin Luther   ]

...
 
 
متعبة .. وجداً ..
لدرجة أشعر فيها بأن قلبي هو الذي أصبح يبكي وليست عيني ..
فلم تبقى في عيني دموعاً للبكاء ..
..
..
فهل تعلم حجم الألم بـ بكاء القلب .. ؟؟!
هو ألم يشعرك بغصة تقف عند حلقك ..
ألم بغصة يشعرك بأنك تموت وتحيا ..
ألم يبقيك بينهم وأنت تعض على شفتيك لحجم الألم الذي في قلبك وهم لا يعلمون ما بك ..
ألم تشعر به بأن قلبك ينزف وما بيدك حيله.. سوى الصبر ..
والصبر ..
والصبر ..
..
..
نعم أنت بعيد عني، ولا أعلم حجم هذا البعد .. ولكني وعدت نفسي بأن أبقي دعواتي لك دائماً مهما كان حجم المسافة بيننا ..
فلم يعد يهمني القرب أو البعد، المهم أن تبقى بخير ..
وبخير فقط ..
لأنه لازال الذي يسكن يسار صدري ينبض بحبك ..
..
..
وجاء رمضان، وأنت بعيد ..
فجعلت لك من دعواتي نصيباً ..
وتركتها لربي لأنه أعلم أيّ هذه الدعوات هي خير لك فـ يستجيبها،..
ولأن ربي قال وقوله الحق ادعوني أستجب لكم..
وأن علينا الدعاء وعليه سبحانه وتعالى الإجابة ..
ولأنه لازال الذي يسكن يسار صدري ينبض بحبك ..
فاخترت أول ختمة لي في رمضان للدعاء لك ..
واخترت ختمتي الثانية للدعاء لك ..
وأخترت ختمتي الثالثة في منتصف الشهر الفضيل للدعاء لك ..
وليلة القدر للدعاء لك ..
وتحريت آخر ساعة في يوم الجمعة وهي وقت إجابة.. وأنا صائمة، ودعوة الصائم مجابة حتى يفطر..
تحريت هذه الأوقات فقط لأدعو لك..
دعوت لك وكنت أنسى حتى الدعاء لنفسي .. لأنك لازلت بالنسبة لي كما كنت أكرر عليك كل مساء بأنك دنياي وما حَوَت ..
ولأنه لازال الذي يسكن يسار صدري ينبض بحبك ..
..
..
وبعد كل هذا..
وبالأمس فقط، شعرت بأني أريد أن أدعو ربي بدعوة ..
دعوة خاصة بي ..
دعوة أطلبها وأرجو ربي أن يجعلها من الدعوات المجابة ..
فكرة كنت دائماً دائماً أخافها وهي مجرد فكرة،
ولكني الآن أطلبها من ربي، لأنه ربي..
ولأنه وعدنا بالإجابة، ولأني أريد أن ارتاح، لذلك سأطلبها منه ..
ولأني ما بيدي شيءٌ سواها..
ولأني متعبة في هذه اللحظة ..
ولأني أشعر بالإرهاق  من أنك تعيش بداخلي فقط، ولا أجدك في عالمي..
ولأني لم أتعود إلى الآن على بعدك ..
ولأني لازلت أحبك، وأريد أن ارتاح، لأن الحب هو الراحة، وأنا لا أجدها ..
ولأني لازلت أبكيك .. وأبكي وأبكي فراقك ..
ولأني بعدك أصبحت أكثر حزناً، وأكثر ضيقاً، وتعباً، وجرحاً، وأقل مقدرة لإحتمال الألم الذي بي ..
وفي هذا اليوم وبعد أن دعوت لك بآخر دعوة خير، جلست في غرفتي ..
ولأني فعلاً كنت أريد هذه الدعوة أن تستجاب لي
وفي وقت أعلم أن ربي قريب جداً منا ..
في وقت أعلم أنه وقت استجابة، وربي فيه قال "من يدعوني فاستجيب له"
رفعت يدي إلى السماء وأنا أنزف ألماً لا يعلمه إلا الله .. وأردت ربي أن يرحمني منه ..
وفي تلك الساعة ..
دعوت ربي أن يخرجك من قلبي ويريحني ويرحمني مما أنا فيه ..!!!!
..
أتعلم معنى هذا ..
معناه أني لم أعد أستطيع تحمل الحياة وأنت لازلت تعيش بداخلي، وبعيداً عني، ولأنه لازال الذي يسكن يسار صدري ينبض بحبك ..
فلجأت إلى ربي فهو ملجئي .. ودعوته من الفكرة التي كنت أخافها وهي مجرد فكرة ..
نعم دعوت بها وأنا ابكي بكاءاً لم أبكيه في حياتي ..
بكيت وكأن كل من حولي يبكي معي..
بكيت لأني لم أرغب يوماً بأن أدعو بمثل هذا الدعاء منذ دخلتَ حياتي ..
بكيت وأنا بداخلي تتصارع فكرتان، بأن لا أكمل دعائي لعلك تعود، وأخرى بأن أكمل لأرتاح ..
كنت أدعو وأبكي، وأمسح دموعي وأكمل دعوتي ..وأدعو ..وأدعو ..
..
..
فهل انتبه من حولي اليوم باختفاء شيءٌ مني بعد أن قررت أن أخرجك من قلبي ..
هل لاحظوا بهتان ابتسامي ...
وعدم رنة ضحكتي ..
هل شعروا بأن شي ما ينقص عيني كاللمعة التي كانت فيها ..
..
والآن ..
أنا مبعثرة من الداخل ..
فـ جزء مني يتألم
وجزء مني يبكي
وجزء ينزف دماً ..
وجزء يعاتبني على ما فعلته ..
جميعهم وقفوا معك ..
ولكني ..
وعلى يقين تام بأن ربي دائماً سيكون معي  ..
..
 
كانت هذه هي الرسالة الأخيرة إليه .. :)